لا يخفى على أحد الحياة المعقدة و البيئة المركبة و الصعبة التي نعيشها اليوم سواء في العمل أو
في الحياة العادية. و مع كل هذه الصعوبات الحياتية لا بد لك من مساعد يعمل على توجيهك الى
الطريق الصحيح لتحافظ على تفوقك و أدائك المميز بين أقرانك. فما هو الكوتشنج؟
تطور هذا المصطلح في السنوات الاخيرة في أوروبا و الواليات المتحدة الامريكية كعملية
حوارية استشارية توجيهية قائمة بين طرفين هما الكوتش و العميل أو المستفيد.
يتم في هذه العملية بناء حوار تفاعلي موجه يقوم به الكوتش بهدف سبر أغوار العميل أمامه و
إبراز كل ما خفي عنه و يمكن أن يساعده في تطوير نفسه او حل مشاكله. يمكن القول أن
الكوتشنج هي بتعبير دقيق و حرفي عملية استكشاف؛ استكشاف المواهب و الطاقات الكامنة في
العميل، استكشاف الحلول للتغلب على العوائق التي تواجه الفرد في عمله او عالقاته، استكشاف
الحلول و الخطوات الالزمة للوصول الى الهدف المطلوب، و استكشاف الحقائق الجديدة التي
تغير تفكير أو سير حياة العميل نحو األفضل.
يعتمد الكوتش المدرب و المؤهل أكاديمياً على عملية الحوار للقيام بعمله و الوصول الى هدفه،
إنما يعتمد على ال
اعتيادياً
إال أنه ليس حوارا دقة و المالحظة القوية و التفاعل الهادف مع ً
المستفيد، عن طريق االستماع الى العميل و تحديد مشاكله أو أهدافه المطلوبة بدقة، ثم النقاش
الطويل و المعمق حولها، و بعدها يقوم الكوتش بشحذ أفكار العميل و استخراج طاقاته الكامنة
التي لم يكن على دراية بوجودها، يستمر التفاعل بين الطرفين حتى يصل العميل الى هدفه
فهي ليست عملية استشارة أو توجيه مباشر، بل توجيه تفاعلي يتم فيه نقاش
المطلوب، إذاً
الظروف المحيطة و االحتماالت و الخطوات الممكن إجراؤها ثم يقوم العميل بالاكتشاف الذاتي
للحل أو الخطوة القادمة.
في ظل المتغيرات الكثيرة التي يعيشها كل فرد منا، لا بد من أنك بحاجة الى مرافق يستكشفك و
يطرح أمامك ما خفي عليك من مواهبك و قدراتك التي يمكنك ان تستغلها و تغير واقعك الى
ا عنك إنما سيمضي معك في رحلة اكتشاف
ألفضل، فالكوتش لن يقدم لك شيئا جديداً غريباً
الذات، يسمعك و يحاورك و يوجهك و يطرح لك الخيارات و يناقشها معك، بالتالي ستكون
قادراً على حل كل مشاكلك العالقة في األسرة أو العمل، تطوير نفسك و مهاراتك و رفع مستوى
أداءك المهني أو العلمي أو الاجتماعي، تنمية وعيك بذاتك و تطوير و تنمية مهاراتك و
مواهبك.