تعريف الكوتشنج المهني وأساساته
في منتصف التسعينيات، رعى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا دراسة بحثية لموظفيها والمنظمات الخارجية لتحديد كيفية تحسين فعالية المديرين في المعهد. استند البحث إلى الاعتقاد بأنه في بيئة العمل الحالية ، يجب أن تدعم أنظمة إدارة الأداء الفعال للقوة العاملة من الموظفين المعتمدين على المعرفة – أي الموظفين الذين يقدرون اكتساب المعرفة وتطبيقها ومشاركتها.
ستحتاج المنظمات التي ترغب في الاستفادة من الموظفين المعتمدين على المعرفة إلى التحول إلى أسلوب إدارة استشاري وتشاركي. غالبًا ما يوصف هذا الأسلوب بأنه الكوتشنج. يتطلب الكوتشنج من المديرين الانتقال من الدور التقليدي للتحكم في أداء الموظفين ومراقبته إلى دور أكثر استشاريًا. الكوتشنج أو التدريب هو وسيلة لتطوير شراكة بين المدير والموظف تخلق فهمًا مشتركًا حول ما يجب تحقيقه وكيفية تحقيقه.
مواصفات الكوتشنج
الكوتشنج، الذي يُعرَّف بأنه منهج مستمر لإدارة الأفراد يتميز بالأتي:
- يخلق مناخًا محفزًا حقًا للأداء.
- يحسن التطابق بين الأداء الفعلي والمتوقع للموظف.
- يزيد من احتمالية نجاح الموظف من خلال تقديم التغذية الراجعة والاعتراف والوضوح والدعم في الوقت المناسب.
- في دورة إدارة الأداء، يعني التدريب تقديم ملاحظات ودعم مستمر للموظف على مدار العام. يمنح التدريب الموظف فرصة لسماع جوانب من أدائه أو أدائها في “الوقت الفعلي” ولعب دور في اكتشاف أفضل السبل لتبني سلوكه أو تعديله لتحقيق النجاح.
أساسيات الكوتشنج الناجح
توجد عدة افتراضات أساسية تشكل دعائم الكوتشنج الناجح:
- يريد الموظفون النجاح في العمل.
- يمكن للموظفين المساهمة بأفكار حول كيفية أداء العمل.
- سيعمل الموظفون بجد لتحقيق الأهداف التي لعبوا دورًا في تطويرها.
- الموظفون منفتحون على التعلم إذا أدركوا القيمة بالنسبة لهم من حيث النجاح المحسن في الوظيفة والمكافأة اللاحقة والتقدير.
- هذه الافتراضات هي أساس الثقة التي لا غنى عنها في أي علاقة تدريب. أظهرت الأبحاث أنه عندما يعمل المدير وفقًا لهذه الافتراضات، يستجيب الموظفون بشكل إيجابي. ويكون هذا صحيح حتى لو كان الموظف جديدًا أو يعاني من بعض مشاكل الأداء.
ما هو دور الكوتشنج؟
هناك أبعاد رئيسية للكوتشنج ويمكننا إيجازها في الآتي:
تقديم التوجيه
يتضمن ذلك توضيح أهداف القسم وقيمه بطريقة موجزة وواضحة. وتقديم التوجيه مهم بشكل خاص في مرحلة التخطيط لدورة إدارة الأداء. يحتاج الموظفون إلى فهم السياق الذي يعملون فيه حتى يتمكنوا من رؤية الرابط بين أدائهم ونجاح القسم بشكل عام. كلما كانت أهداف القسم أكثر وضوحًا، كان من الأسهل على الموظفين ترجمتها إلى أهدافهم الفردية.
يتضمن توجيه التوجيه ضمان استمرار تركيز الموظفين وفهم الأولويات. قد يحتاج الموظفون أيضًا إلى توجيه تقني من حيث تعلم مهام جديدة أو تولي مهام جديدة. أخيرًا، يكون المدير كمدرب مسؤولاً عن تحديد الالتزامات التي ستوجه الموظفين نحو تحقيق النتائج.
تحسين الأداء
الكوتش المدير مسؤول عن خلق بيئة تعليمية حيث يتم دعم الموظفين في جهودهم للتحسين المستمر لمواجهة تحديات اليوم. يقوم المدرب بهذا من خلال:
تقييم القدرة الحالية
والمقصود تقديم تقييم واضح وواقعي وصادق للقدارات الحالية والموارد.
توفير التغذية الراجعة
من أساسيات الكوتشنج توفير التغذية الراجعة أو الفيدباك اللازمة لتقديم الدعم المناسب.
مساعدة الموظفين على تحديد المطلوب
من أهم الأدوار للكوتشنج المهني هي مساعدة الموظفين والعاملين على تحديد الأهداف، وتحديد المطلوب من خطوات عملية للوصول لهذه الأهداف بمختلف أنواعها.
خلق فرص لملء الفراغ الموجود
في حالة حدوث تحسن مستمر، يجب على الكوتش أو المدرب توفير بيئة “آمنة” للإبداع والمجازفة. يجب النظر إلى الأخطاء على أنها دروس مستفادة، والانتكاسات هي فرص للتنمية. مع توفير هذا النوع من الدعم، سيكون لدى الموظف الثقة اللازمة للوصول إلى المستوى التالي من القدرة.
تقديم احتمالات وفرص جديدة
من أهداف الكوتشنج تطوير قدرات الموظف على حل المشكلات واتخاذ القرارات. يتم ذلك عن طريق طرح الأسئلة الصحيحة، أو تحدي تفكير الموظف، أو تقديم خيارات جديدة. أيضًا توفير معلومات إضافية توسع فهم الموظف أو تقديم تفسير جديد للموقف. الكوتشنج يمنح الموظف القدرة على أن يكون جزءًا من عملية صنع القرار.
الكوتشنج هو مصدر لإزالة العقبات
قد يقوم الكوتش أو المدرب عند الضرورة بدور نشط في تمهيد الطريق للموظفين. وذلك يكون من خلال مواجهة الأشخاص الذين يعوقون تقدم الموظفين أو توفير موارد إضافية إذا لزم الأمر. في أوقات أخرى، يعمل الكوتش أو المدرب كصوت مسموع للموظف حيث يطور إستراتيجيته الخاصة للتغلب على العقبات الموجودة في محيط العمل.
